روضةُ الأطفال هي أولى مراحل التّعلُّم، حيثُ ينمّي الطّفلُ قدراته على التّعبيرِ والتَّواصل. لذلك تَسعى سِلسِلَةُ طربوش لتحقيقِ هذا الهدفِ طارحةً وَضعيّات تَعَلُّميِّة متعدّدةً تسمحُ له بتحقيقِ التّطوّر مع أترابه، وإدراك مهارته وتحديدها وإغنائها وتنميتها.
التّربية المستندة إلى مشروع
ترتكزُ سِلسِلةُ طربوش على التّربية المُستندةِ إلى مشروع، وهيَ معدّةٌ لأطفال الرّوضتينِ الأولى والثّانية : ستّةُ مشاريعَ مُقدَّمةٍ لكُلِّ من المرحلتين، وكلُّ مشروعٍ يتضمّنُ أقصوصةً فريدةً تتناولُ موضوعًا محدّدًا وتُطلِقُ المشروعَ المذكور. كلُّ مشروع لمدّة أربعة أو خمسة أسابيع ويشتملُ على مجالاتِ النّشاطاتِ الخمسةِ الموصى بها في الرّوضتين، وهي :
- المهاراتُ اللّغويّة
- المهاراتُ العلميّة
- المهاراتُ الفنيّة
- التّربية البدنيّة
- الاستقلاليّة
المنتجات النّهائيّة : المخرجات
يقترحُ كلُّ مشروعٍ مُنتجًا نهائيًّا جماعيًّا يشتركُ الأطفال في إنجازه، مضيفًا بذلك معنىً إلى العمل الصّفيّ ومعزّزًا روح التّعاون. كما أنّ كلّ مشروع يقترحُ، بالإضافة إلى المنتج الجماعيّ إنجاز منتج فرديّ، منميًّا الاستقلاليّة في العمل، وناسجًا رابطًا ملموسًا بين المدرسة والبيت، كون الطفل سيأخذ منتجه الخاص إلى بيته.
المواضيع المعتمدة
تضعُ سلسلة طربوش في سُلّم أولوياتها، احترام العمر الذّهنيّ للأطفال الّذين تتوّجه إليهم. لذلك، فإنّ المواضيع المعتمدة مستقاةٌ من حياتهم اليوميّة، وتلبيّ بالتّالي احتياجاتهم.
طرائق تعليم جديدة
تحترم سلسلة طربوش بالتّوازي مع مقارابتنا التّعليميّة كافة، وتيرة عمل التّلاميذ في التّعلم كونها وليدة التّعليم النّاشط ومعتمدة على مفهوم الذّكاءات المتعدّدة ممّا يُسهل كثيرًا ترسيخ التّعلم.
تطوير المهارات
تهدف سلسلة طربوش إلى تنمية المهارات الشّفهيّة وتعتبرها ركيزة لتنمية مهاراتٍ كتابيّةٍ مُحتملةٍ وضروريةٍ للانتقال إلى مرحلة الرّوضة الثّانيّة.
التّعبير الشّفهيّ
تتضمّن سلسلة طربوش عدَّة وحداتٍ شفهيّةٍ مرتبطة بالقصّة، وببطاقات المفردات، والأغاني، والنّزهات، والأفلام، إلخ... إذ أنّ قسائمَ القصّة تسمحُ للأطفال بتعرّف الشّخصيّات والأماكن، والأحداث في المرحلة الأولى، ومن ثمّ رواية القصّة في المرحلة الثّانيّة. كما أنّ قسائم فهم النّصّ الشّفهيّ تهدف إلى تنمية قدرة الأطفال على الإصغاء وإغناء مفردات المخزون اللّغويّ. أمّا القسائم الخاصة بتطوير الوعي الصّوتيّ فأنّها تساعد الأطفال على تمييز الأصوات وتركّز انتباهم على المفردات والمقاطع الصّوتيّة في اللّغة العربيّة، مهيّئة بذلك دخول مجال القراءة في وقتٍ لاحقٍ : وقد بنيت حالات التّعلّم كافة مفتوحةً دون حواجز بهدف تنمية مهارتي الفهم والتّعبير الشّفهيّ لدى الأطفال.
الكتابة التّخطيطيّة تحضيرًا للكتابة
يتم اكتشاف أولى عناصر الكتابة التّخطيطيّة من خلال النّشاطات الحركيّة، والملاحظة، والفنون التّشكيليّة، قبل التّطرّق إليها في قسائم الكتابة التّخطيطيّة . تساهم هذه التّمارين في تدريب الأطفال على ضبط حركات أجسادهم وتوجيهها استنادًا إلى النّظر، وتجعلهم يتحكّمون بحركات التّنقّل الّتي ستجنّد في الرّسم والنّسخ.
التّوعيّة العلميّة
تسمحُ قسائم التّوعيّة العلميّة للأطفال باكتشاف العالم من حولهم وتنظيمه وفهمه. أمّا النّشاطات المقترحة فتهدفُ إلى تنمية مهارتي الملاحظة والتوّقع.
الريّاضيّات
يتمُّ التّطرق إلى أولى عناصر الرّياضيّات من خلال نشاطات تعتمدُ على تطوير مهارات الاكتشاف، والعدّ، والتوّجّه المكانيّ، والأشكالِ والأحجامِ، والمنطق، إلخ...
الاستقلاليّة
يقترحُ كلُّ مشروع العمل على تطوير مهارتين متقاطعتين بهدف تنمية الاستقلاليّة عند الطّفل، كتصفّح كتابٍ على سبيلِ المثال.
النّزهة
تدعو سلسلة طربوش، ربطًا بكل مشروع، المعلّمين إلى الخروج من إطار صفوفهم واكتشاف حيّزٍ مكانيّ محدّد، لتشكِّل هذه النّزهة فرصةً للمتعلّمين لاستذكار المفاهيم المطروحة في الصّفّ في وضعيّات تعلميّة حياتيّة واقعيّة.
إدماج حالات التّعلّم أو تكامل حالات التّعلّم
ترتكز سلسلة طربوش على رؤية تربويّة تعتمد على مقاربةٍ اجتماعيّة – بنائيّة، حيث يلتزم التّلاميذ، ضمن سياقٍ معرفيّ ذي معنى بناء مفاهيم مكوّنة من معارفَ ومهاراتٍ ومواقفَ ضروريّة تسمحُ باكتسابِ تنشئةٍ أساسيّة راسخة.
مقاربة ممنهجة
ينطلقُ المشروعُ من قصّةٍ تطرحُ إشكاليّة، وبناءً على مخطّطٍ مقترحٍ مسبقًا، يواكب المعلّم الأطفال، في إيجاد حلٍّ لهذه الاشكاليّة، وفي توضيح خطوات المقاربة المعتمدة في حلّها وفي البقاء متيّقظين لتنفيذها طوال مراحل المشروع.
بعد إطلاقِ المشروع، يُقسم تنفيذه إلى ثلاث مراحل: ما قبل التّنفيذ، وقت الذّروة، ما بعد التّنفيذ.
-
تقترحُ المرحَلة الأولى نشاطاتٍ تمهيديّةً تزوّد الطفل بمخزونٍ من المفردات المحدّدة وبمفاهيمَ مهمّةٍ تسمحُ بنقلٍ محتملٍ لهذه المعارف واستثمارها في وقفةِ الذّروة.
-
تتمثّل وقفة الذّروة بالقيام بنزهةٍ توفّر وضعيّاتِ وضعيّات عيشٍ حقيقيّة، حيث سيكون على الطّفل إعادة توظيفِ ما تعلّمه ممّا سيسمح له ببناء معارفه بناءً مستدامًا.
-
تُخصص الوقفةُ الثّالثة للنّشاطاتِ الامتداديّة الّتي تحفّز استذكار المعلومات الّتي اكتسبوها، كما أنّها تواكب الطّفل في بلورة المنتج النّهائيّ وتقديمه للشّخص المعنيّ.
تُقيّم الأهدافُ الخاصة بكلّ نشاطٍ تدريجيًّا خلال سياقِ العمل وبالأخصّ من خلال "قسائم المشاريع". أمّا المهارات المتعلّقة بمجمل المشروع، فإنّها تقيّم ضمن إطار فرقٍ صغيرةٍ، في نهاية المسار التّعلميّ، وتشكّل نقطة انطلاقٍ لمشاريع لاحقة.
شهادات حيّة
لاحظنا، في الصّفوف الّتي تعتمد سلسلة طربوش، أنّ التّلاميذ تمكّنوا من تعزيز إستقلاليتهم والقدرة على المثابرة في حلّ المسائل والتّواصل بلغةٍ عربيّةٍ سليمةٍ، وتنميةِ تقدير الذّات والأدائين الشّفهيّ والكتابيّ.
كفاءات
في الختام، إنّ مقارباتنا التّربويّة الّتي ابتكرها خبراء في الطّرق التّربويّة النّاشطة، تبرز أهميّة تحفيز التّلاميذ من خلال العمل المستند إلى مشاريع تُعطي معنىً لعمليّة اكتساب المعرفة وتدفع التّلميذ قُدمًا في سيرورة بناء معرفته.
مسار مضمونٌ
إن المقاربة التّربويّة، في كتب بساط الرّيح، للصّفين الرّوضة الثَّالثة والأوّل الابتدائيّ، ترتكز على المبادئ نفسها مع إيثار أولويّة الولوج إلى أصول الكتابة والحرص على التّنميّة المتواصلة للمهارات الشّفهيّة لدى التّلاميذ الّذين سيبنون بأنفسهم، ومن خلال وضعيّات تعلميّة مقترحة في الكتب المدرسيّة، مهاراتهم كمتعلّمين أذكياء ومُطّلعين.